يرجع تاريخ انشاء الجمعية الطبية المصرية لأول ابريل 1917، عندما تضافرت جهود نخبة من الأطباء المصريين من خريجى مدرسة القصر العينى ، بان اصدروا مجلة بإسم ( المجلة الطبية المصرية ) ، والتى كان الهدف منها مواجهة الزحف الإستعمارى ومحاولة طمس الهوية المصرية والعربية ، عن طريق نشر الابحاث الطبية الخاصة بالأمراض المتوطنة فى مصر باللغة العربية ، والاحتفاظ بكرامة الطب والأطباء ، وتوثيق عرى الاتحاد بين الاطباء المصريين ، وظلت المجلة تصدر بإنتظام ، وكللت جهود هؤلاء الرواد بالنجاح ، وانضوى تحت لوائهم اغلب الأطباء |
|
|
|
وفى 16 يناير 1920 اجتمع 420 طبيب بدار المجمع العلمى بالقاهرة وقرروا إنشاء الجمعية الطبية المصرية ، وقرروا أن تكون المجلة هى لسان حال الجمعية ، وأختاروا الدكتور عيسى باشا حمدى شيخ الأطباء وناظر مدرسة الطب الاسبق ليكون رئيسا للجمعية والدكتور على ابراهيم ليكون وكيلا لها واستمرت المجلة الطبية فى الصدور وتنوعت موادها واتسع انتشارها ، وتم تبادلها مع الهيئات والمجلات العالمية ، وظلت تصدر باللغة العربية حتى عام 1928 ثم اصبحت تضم مقالات باللغة الانجليزية بجانب العربية |
|
|
|
وقد بدأت الجمعية فى عقد الاجتماعات العلمية منذ انشائها ، والتى كان يشارك فيها اعضاء هيئة التدريس وأطباء الصحة والهيئات المختلفة من المصريين ، كما شارك فيها العديد من اقطاب الطب من الخارج الذين كانت تستضيفهم الجمعية ، وكانت المحاضرات تلقى فى دار المجمع العلمى المصرى وفى مدرسة الطب . |
|
|
|
وفى عام 1932 قامت الحكومة المصرية بتخصيص ارض لبناء مقر للجمعية بشارع القصر العينى ، والذى تم افتتاحه فى 17 مايو 1941وأُطلق عليه دار الحكمة ، والمبنى يعتبر تحفة فنية اثرية ، وبداخله مكتبة طبية تحوى مجموعة ضخمة من الدوريات العلمية وأمهات الكتب ذات القيمة التاريخية ، كما تم تجهيز قاعة للمحاضرات والمؤتمرات ، كما يحوى المبنى مقر الجمعية وقاعات لشعبها ومقار للعديد من الجمعيات العلمية ونقابة الاطباء ، والتى تعتبر احدى انجازات الجمعية |
|
|
|
وفى سبيل تحقيق أغراض الجمعية ، ساعدت فى تكوين شعب من اعضائها المتخصصين فى فروع الطب المحتلفة ، وأنضوى تحت رايتها العديد من الجمعيات لتصبح شعبا لها والتى وصل عددها الى 45 شعبة ، واصبحت تقوم بنشاط كبير فى الميدان الطبى محليا وعربيا وعالميا ، وتعقد مؤتمرات دولية وتصدر بعضها مجلات اكتسبت صفة العالمية |
|
|
|
ومنذ عام 1928 قامت الجمعية بعقد العديد من المؤتمرات الدولية والمحلية ، كان من اهمها المؤتمر الدولى لطب المناطق الحارة الذى عقد بالقاهرة عام 1928 ، وقد حاز نجاحا دوليا ، واستمرت الجمعية فى عقد مؤتمراتها سنويا ، ثم تقرر اضفاء بعدا عربيا لنشاطها ، فقررت منذ عام 1931 عقد مؤتمر كل عامين بأحدى المدن العربية ، وكان اولها ببيروت ثم القدس ودمشق وبغداد وحلب وتونس والكويت والجزائر والخرطوم ........ وتوالت المؤتمرات بالمدن العربية المختلفة ، وفى عام 1961 ، كان من اهم توصيات المؤتمر الطبى العربى التاسع والعشرين الذى غقد بالقاهرة ، انشاء منظمة صحية عربية تعمل داخل نطاق اتحاد الأطباء العرب وذلك للقيام بدراسات للأمراض الشائعة والوافدة فى البلاد العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية ، وقد تم بالفعل انشاء اتحاد الاطباء العرب عام 1961 |
|
|
|
كما أنشات الجمعية اول دراسة متكاملة للممارسة العامة عام 1986 ، وزمالة امراض الكلى عام 1987 ، كما قامت الجمعية وشعبها المتخصصة بعمل جميع الدراسات والمقررات ومراجع التدريب ونظم التقييم والامتحانات والمتابعة الخاصة بسبعة تخصصات طبية ، تمنح بمقتضاها شهادات مهنية طبية تخصصية ، كانت الأساس لإنشاء المجلس المصرى للتخصصات الطبية التابع للمجلس الاعلى للجامعات |
|
|
|
وفضلا عن العديد من الانجازات التى يصعب حصرها فى هذه العجالة ، فإن الجمعية تسعى حاليا لتطوير دورها لمواكبة متطلبات العصر ، وإعادة تنسيق المنظومة الطبية ، وهو الدور الذى قامت به منذ انشائها بأن تصبح هى الجهة الوحيدة المسئولة عن إعتماد المؤتمرات الطبية ومقرراتها واعتمادها طبقا للمعايير العالمية ، وذلك بتشكيل مجلس علمى يضم اعضاء القطاع الطبى بالمجلس الاعلى للجامعات يكون منوطا به اعتماد البرامج العلمية للمؤتمرات وورش العمل التدريبية التى تقوم بها الجمعيات وتحويل المحتوى العلمى الاكلينيكى الى ساعات معتمدة تضاف للتعليم الطبى المستمر |
|